هل سبق وسمعت عن مكملات البروتين؟ وبالتحديد بروتين مصل الحليب، وهل سمعت أنه أفضل مشروب يمكنك تناوله للاستشفاء من بعد التمارين الرياضية؟ هذا المكمل الغذائي الذي يعتبر أفضل خيار للبناء العضلي، هل فعلًا يستحق كل هذه السمعة؟ مِمَّ يتكون بروتين مصل اللبن؟ وكيف يتم تصنيعه؟ وما هي الطريقة الصحيحة لاستخدامه؟ وهل يعتبر منتجًا آمن الاستخدام؟ كل هذه الأسئلة وغيرها سنجاوب عليها في هذه المدونة.

بالتأكيد قد سبق وقمت بفتح علبة زبادي ولاحظت أن هناك طبقة سائلة في أعلاها، هل تساءلت لماذا تتكون هذه الطبقة، وما هي؟ هذا الجزء السائل هو ما يسمى بمصل الحليب، وهو ذو قيمة غذائية عالية بحيث يتكون من أنقى وأفضل مصدر بروتين طبيعي، حيث يمثل مصل اللبن٢٠٪ من مكونات البروتين الموجودة في الحليب، أما ال٨٠٪ المتبقية فهي بروتين الكاسيين.

كيف يتم تصنيع بروتين مصل اللين؟

يتم تصنيع بروتين مصل الحليب خلال عدة خطوات، الخطوة الأولى هي فصل البروتين عن الكربوهيدرات والدهون الموجودة في الحليب، حيث يتم إضافة بعض المواد والتي تقوم بفصل المكونات عن بعضها حيث يتم القيام بذلك عن طريق إضافة حمض إلى الحليب. بعد الحصول على بروتين وحده بشكل مكثف والذي يحتوي على بروتين مصل الحليب وبروتين الكاسيين، يتم إضافة مادة مخثرة، هذه المادة دورها فصل بروتين الكاسيين ومصل اللبن عن بعضهما.

بعد فصل بروتين مصل الحليب عن بقية مكونات الحليب، يتم تجفيفه لصعب بقوام مناسب لتحويله لمادة يمكن بيعها مباشرة. حيث يتم بيع بروتين مصل الحليب الخام من عدة شركات ضخمة كشركة غلانبيا وهي أكبر شركة في العالم مصنعة لبروتين مصل الحليب بجميع أنواعه بمختلف طرق الفلترة والتي سنتحدث عنها لاحقًا.

بعد بيعه كمادة خام تقوم شركات المكملات الغذائية التي تبيعها كمنتج للمستهلكين بأخذ البروتين الخام كمسحوق وخلطه مع نكهات وألوان وغيرها من المواد التي تضفي له طعمه ولونه ورائحته المميزة. حيث بعد ذلك يتم بيعه كمسحوق كالمكملات الغذائية البروتينية (بروتين مصل الحليب) التي نعرفها في المجال الرياضي. بعض أنواع البروتين يضاف لها كربوهيدرات ودهون وهي ما تسمى ببروتينات الزيادة العضلية أو زيادة الوزن (غينر) حيث يتم دمج جميع هذه المكونات لزيادة سعراتها الحرارية وكمية المغذيات الأخرى فيها، إن كان لدواعي زيادة الوزن أو لتحسين الاستشفاء من التمارين.

ما هي أنواع بروتين مصل الحليب الثلاثة؟

هناك عدة أنواع مختلفة من مكملات بروتين مصل اللبن، والذي يختلف بينها هو عملية الفلترة التي تتم أثناء التصنيع والتي بالتالي توفر تركيز بروتين مختلفًا لكل نوع في مجمل المكمل، وهي ثلاثة أنواع. النوع الأول الذي يحتوي على ٨٠٪ بروتين مصل الحليب أما ال٢٠٪ المتبقية فهي سكر (لاكتوز) ودهون، وهو ما يسمى بروتين مصل اللبن المركز، حيث يعتبر النوع الأقل ملاءمة لمن لديهم حساسية من اللاكتوز، فقد يسبب لهم آلامًا في الجهاز الهضمي بسبب عدم تحمل جهازهم الهضمي للاكتوز في المنتج.

أما النوع الثاني فهو بروتين مصل اللبن المعزول وهو ما يمثل ٩٠٪ من مكونات المكمل من بروتين، حيث يتم فلترته أكثر للوصول لهذا الشكل.

أما النوع الأخير فهو بروتين مصل اللبن المحلل، وهو ما يتجاوز ٩٨٪ من مكوناته من البروتين، حيث يتم هضمه جزئيًا في عملية الفلترة والتصنيع عن طريق إضافة بعض الإنزيمات، ولكن هذه الطريقة قد تُفقد المنتج جودته من خلال ما يسمى بتغيير طبيعة الأحماض الأمينية، ما يؤدي إلى فقدان جزء من قيمة البروتين، ولكن هذا ليس بالضرورة بالتحديد في حالات الفلترة من البرودة، فإن الفلترة بالبرودة تساعد على المحافظة على جودة البروتين بمستوى عالٍ. ولكن في جميع الأحوال هي عملية مكلفة لذلك لا يوجد شركات عديدة تقوم بطرح هذا النوع في الأسواق، وهو يعتبر أفضل نوع من بينهم جميعًا. الجدير بالذكر أن بعض أنواع بروتين مصل الحليب قد يُذكر عليه أنه عضوي وهذا يعني أن الأبقار التي أُخذ منها الحليب لتصنيعه تتغذى على العشب الطبيعي ولا يتم استخدام أي نوع من الهرمونات في تربيتها.

ما هي مميزات بروتين مصل الحليب؟

بروتين مصل الحليب هو بروتين عالي الجودة وهذا ما يعني أنه يحتوي على جميع الأحماض الأمينية الأساسية وغير الأساسية. توافره الحيوي عالٍ وكذلك يتم امتصاصه بشكل ممتاز في الجهاز الهضمي، مما يجعل توصيله إلى داخل الجسم أسرع من العديد من أنواع البروتينات الأخرى. لذا، فإن حقيقة احتوائه على جميع الأحماض الأمينية وإمكانية توصيله بسرعة تجعله أحد أفضل البروتينات التي يمكن استهلاكها بعد التمرين.

الاختلاف الأكثر أهمية بينه وبين أنواع البروتينات الأخرى كذلك هو تركيز حمض الليوسين وكذلك محتوى الأحماض الأمينية الأساسية، وهي نسبة عالية جدًا في بروتين مصل الحليب مقارنة بمصادر البروتين الأخرى. لاحظت الدراسات التي تقيس معدل تخليق البروتين بعد التمرين أن بروتين مصل اللبن أكثر فعالية من مصادر البروتين الأخرى. لذلك ليس من المستغرب أن يستخدم بروتين مصل الحليب في كثير من الأحيان لتعزيز اكتساب العضلات والحد من فقدان العضلات خلال فترات عجز السعرات الحرارية.

ولكن هل بالضرورة استخدامه؟ بالتأكيد لا، فإذا كان الرياضي يتناول طعامًا غنيًا بالبروتين بشكل عام ويستطيع تغطية احتياجه من البروتين بشكل كامل من الغذاء، فلا يوجد ضرورة لاستخدام بروتين مصل اللبن.

====

المصادر:

  1. Smithers G. W. (2008). Whey and whey proteins—From ‘gutter-to-gold’. International Dairy Journal. doi:10.1016/j.idairyj.2008.03.008
  2. Davies RW, Carson BP, Jakeman PM. The Effect of Whey Protein Supplementation on the Temporal Recovery of Muscle Function Following Resistance Training: A Systematic Review and Meta-Analysis. Nutrients. 2018 Feb 16;10(2):221. doi: 10.3390/nu10020221. PMID: 29462923; PMCID: PMC5852797.
  3. A Castro LH, S de Araújo FH, M Olimpio MY, B de B Primo R, T Pereira T, F Lopes LA, B S de M Trindade E, Fernandes R, A Oesterreich S. Comparative Meta-Analysis of the Effect of Concentrated, Hydrolyzed, and Isolated Whey Protein Supplementation on Body Composition of Physical Activity Practitioners. Nutrients. 2019 Sep 2;11(9):2047. doi: 10.3390/nu11092047. PMID: 31480653; PMCID: PMC6769754.