ما هي البروبيوتيك أو البكتيريا النافعة؟

بالتأكيد أنك سمعت سابقاً عن مكملات البروبيوتيك، وهي مكملات غذائية تحتوي على كائنات حية مجهرية لا تُرى بالعين المجردة وهي عبارة عن بكتيريا غير ضارة ولا تسبب مشاكل صحية كما نعرف عن مختلف أنواع البكتيريا، ولذلك تسمى بالبكتيريا النافعة. حيث تعتبر هذه البكتيريا صديقة لجسم الانسان ولها فوائد صحية عديدة كالحفاظ على صحة الجهاز الهضمي والمناعي، حيث تعيش وتتكاثر داخل الجهاز الهضمي وبالتحديد في الأمعاء. وهي متواجدة في بعض الأطعمة بالتحديد منتجات الألبان كالروب والزبادي، ولكن تعتبر نسبها منخفضة نوعاً ما لذلك يفضل استخدام مكملات البروبيوتيك.

للبروبيوتيك فوائد صحية عديدة حيث تمنع نمو البكتيريا الأخرى، والفيروسات، والمواد المسرطنة في الأمعاء، وتقليل الآثار الضارة المحتملة. يمكن أن تؤثر البروبيوتيك أيضاً على وظيفة المناعة من خلال التفاعل مع الخلايا المناعية المرتبطة بالأمعاء. فقد بدأ استخدامها في الماضي لتحسين صحة الجهاز الهضمي والعديد من مشاكله كمشاكل القولون العصبي، والاسهال، وانتفاخات البطن، وغيرها. حيث قامت الأبحاث العلمية بتأكيد الفوائد المتوقعة من استخدام مكملات البكتيريا النافعة حيث وجدت أنها مفيدة بشكل واضح في تحسين مشاكل الجهاز الهضمي وانتقال العدوى المرضية وتقليل العرضة لالتهابات القصبة الهوائية، حيث أكدت ذلك مراجعة منهجية ل٢٠ دراسة أن مكملات البكتيريا النافعة ساعدت في تقليل عدد أيام المرض، كما أكدت مراجعة منهجية أخرى ل١٢ دراسة أن مكملات البكتيريا النافعة ساعدت في تقليل نسبة حدوث التهابات المسالك البولية بنسبة ٤٧٪ مقارنة مع من لم يستخدمها.

تأثير البكتيريا النافعة في تحسين الجهاز المناعي يتم من خلال آليتين، الأولى من خلال التفاعل مع الأنسجة اللمفاوية المرتبطة بالأمعاء والحفاظ على وظيفة حاجز الأمعاء، أما الثانية من خلال تعزيز بعض جوانب الاستجابات المناعية الفطرية والمكتسبة. فقد لوحظ أن بعض أنواع البكتيريا النافعة بالتحديد نوع العصية اللبنية أو Lactobacillus لها القدرة على حماية الجهاز التنفسي من العدوى وكذلك تحسين عمل الخلايا المناعية بما في ذلك كريات الدم البيضاء وإنتاج السيتوكينات ورفع مستوى الاجسام المضادة. يمكن أن تقلل الفوائد الأخرى للبروبيوتيك من خطر الإصابة بأعراض الانزعاج المعوي أثناء التمرين لفترات طويلة وتقليل نسبة حدوث تسمم هضمي وتقليل حدوث عدوى الجهاز الهضمي.

 يجب تناول البروبيوتيك لعدة أسابيع قبل توقع الآثار الصحية الإيجابية، من خلال أخذ جرعة يومية من الكائنات الحية المجهرية التي تحتوي على أنواع العصية اللبنية أو ما تسمى بـ Lactobacillus، فأخذ هذا النوع لوحده قد يكون أفضل من البروبيوتيك متعدد السلالات حيث يمكن أن تنتج السلالات المختلفة تأثيرات مختلفة قد تتعارض مع بعضها البعض.

======

المصادر:

١- Hao Q, Dong BR, Wu T. Probiotics for preventing acute upper respiratory tract infections. Cochrane Database Syst Rev. 2015 Feb 3;(2):CD006895. doi: 10.1002/14651858.CD006895.pub3. PMID: 25927096.

٢- King S, Glanville J, Sanders ME, Fitzgerald A, Varley D. Effectiveness of probiotics on the duration of illness in healthy children and adults who develop common acute respiratory infectious conditions: a systematic review and meta-analysis. Br J Nutr. 2014;112(1):41-54. doi:10.1017/S0007114514000075

٣- Pyne DB, West NP, Cox AJ, Cripps AW. Probiotics supplementation for athletes – clinical and physiological effects. Eur J Sport Sci. 2015;15(1):63-72. doi: 10.1080/17461391.2014.971879. Epub 2014 Oct 23. PMID: 25339255.

٤- West NP, Horn PL, Pyne DB, Gebski VJ, Lahtinen SJ, Fricker PA, Cripps AW. Probiotic supplementation for respiratory and gastrointestinal illness symptoms in healthy physically active individuals. Clin Nutr. 2014 Aug;33(4):581-7. doi: 10.1016/j.clnu.2013.10.002. Epub 2013 Oct 10. PMID: 24268677.